نشوة أبوالعينين صيدلانية تكتب فى المصرى اليوم | البابا زميلى ودفعتى


-->
نحن جيل ثورة يوليو عشنا أياما جميلة بحلوها ومرها عشت طفولتى فى محرم بك
يحيط بنا العشرات من الأسر المسيحية وكانت بيننا مشاعر جميلة لعبت مع سيلا
وجيته ومارجو وتبادلنا التهانى والتعازى وكنا نراعى مشاعر الآخر بغض النظر
عن ديانته وأتذكر أن والدى أجل زفاف شقيقتى ثم آثر زواجها صمتاً مشاركة منه
لوفاة جورج جارنا وكان شاباً توفى عن عمر ١٦ سنة. وكم سعدت أيضاً عندما
علمت أن الأنبا تواضروس قد فاز بمنصب البابا وهو الذى زاملنى فى كلية
الصيدلة جامعة الإسكندرية وفى نفس السيكشن فأخذت أتباهى وأخبر كل من حولى
وأقول لهم البابا زميلى ودفعتى. هذه المشاعر الطيبة ما كانت سلوكا فى
حياتنا إلا لحسن انتمائنا لهذا البلد ذلك لأننا قد فهمنا الانتماء بمعناه
الحقيقى وهو إيثار المصلحة العامة على المصلحة الشخصية ذلك الانتماء الذى
يزكى النفس، ويعبر عنه النبى صلى الله عليه وسلم إذ قال: «لا يؤمن أحدكم
حتى يجب لأخيه ما يحب لنفسه». الآن فقط فهمنا الانتماء على أنه الأنانية
المطلقة لحب المصلحة الشخصية والمهنية والحزبية والدينية وإعلاؤها على
المصلحة العامة للبلاد فوصلنا لما وصلنا له هذه الأيام من تفتت وفتنة
وأصبحت هناك ألفاظ جديدة على مجتمعنا لم نعهدها من قبل مثل الفتنة الطائفية
والاستقطاب والتمييز والاستحواذ والمغالبة وانقسمنا، هذا ليبرالى وهذا
مسيحى وهذا سلفى وهذا إخوانى وكنا لحمة واحدة منذ سبعة آلاف سنة. مازالت
لدينا الفرصة لرأب الصدع الذى ألم بنا ولنحكم عقولنا لا أهواءنا لمصلحة
بلادنا حرصاً على مستقبل أولادنا وأحفادنا ولنتق الله فى مصر أيا كان
انتماؤناً.
صيدلانية- نشوة أبوالعينين- الإسكندرية
المصدر : المصرى اليوم
صيدلانية- نشوة أبوالعينين- الإسكندرية
المصدر : المصرى اليوم
